الأربعاء، 8 يناير 2020

تلك الشمائل


بسم الله الرحمن الرحيم
تلك الشمائل
الحمد لله اللطيف بعباده، الحكيم في أقداره، الحمد لله على كلِّ قدَرٍ قضاه، وكلِّ أمر شرَعَه وارتضاه، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحمد في السّرّاء والضراء، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد
فأسطر هذه الكلمات الموجزات عن معلمتي وصديقتي الغالية سكينة رحمها الله وغفر لها وأسكنها الفردوس الأعلى، بعد مضي شهر وبضع ليالٍ من وفاتها المؤرَّخ يوم السبت (3/ 4/ 1441هـ)، إثر أن فُجِعتْ القلوب بذلك الخبرِ الشديدِ وقعُه على كلِّ من عرف تلك الريحانة الإنسانة الطيبة.
صحبتها وبقيتُ على تواصلٍ معها قريبًا من تسع سنوات


ثم تفرّقنا لأمر قضاه الله، لكن قلبي لم يفتأ يذكرها، وكنت أرجو أن ألقاها يومًا، وأحدِّث نفسي بذلك، ولكن.. رحلت
رحلت فجأة، وخلّفت في قلبي ألمًا من خلفه ألم
ألم البعد
ألم الفراق
ألم المرض
أسأل الله تعالى أن كنا تآخينا فيه أن يعفو عني وعنها وأن يجمعنا على منابر من نور، ويُلحقنا بالصالحين.
صديقتي الغالية سُكينة
ما عساي أن أقول؟!
{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}.
اللهم اجعل الموتَ راحةً لها من كلّ شرّ، وارزقها دارًا خيرًا من دارها، وجوارًا خيرًا من جوارها، واجمعها بوالديها في الفردوس الأعلى بفضلك ورحمتك، اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها، واغفر لنا ولها، وثبتنا على ما يرضيك حتى نلقاك وأنت راضٍ عنّا.
لكن إن حدثتكم عنها فلا أعلم بم أبدأ
كانت نسمةً تسير على الأرض
قويةً في اتباع الدليل
حريصة على ألا تفعل شيئًا إلا ولها فيه أثر
متعلقة بحب العلم الشرعي وخاصة علم الحديث، ورثت من والدها الشيخ الألباني -رحمه الله- حبّ الحديث والعناية به، وكانت دقيقة جدًا في ذلك.
ومع هذا فقد كانت عالمة بغيره من العلوم، بالقرآن والتفسير والفقه وأصوله واللغة العربية، بل كانت لا تمرِّر اللحن في الكلام، إذا أخطأتُ في اللحن أثناء الكتابة لها، بادرت بالتصويب، أو طلبت مني إعراب ما كتبت!
والحمد لله الذي يسّر لي أن آخذ عنها دروسًا قيّمة في إعراب القرآن الكريم، وأخرى في شرح الأربعين النووية، وفي تخريج الحديث، وفي التعليق على جزء من تلخيص البرهان في علوم القرآن، ورسالة (أربع قواعد تدور الأحكام عليها) للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وشرح بعض سور جزء عمّ، ورسالة فضل الإسلام، والدورة المميزة الرائعة التي أقامتها أكثر من مرة في طلب العلم، ولعلي أرفق -بإذن الله- مستندها (pdf) في آخر هذه التدوينة.
كانت شديدة البرّ بأمها رحمهما الله، أذكر مرة كانت تحكي أنها تحبّ تصوير المناظر الطبيعية الجميلة، لكن أحيانًا تترك ذلك، فإذا نبهتها والدتها إلى منظر جميل لتصوره، تبادر بالفعل، وتُظهر فرحها به برًا بأمها، ولو لم ترغب فيه.
كانت شديدة التقوى والورع للأمور المشتبهة، تبتعد عن كلّ ما فيه شبهة، فكانت لا تستعمل العطور التي فيها الكحول، لما في حكمها من خلاف[1]، ولا تستعمل الصور البتة، حتى الصور التي في وسائل التواصل.
كانت شديدة الخوف على أعمال القلب، تخشى من إظهار عملها طلبَ السلامة من الرياء والتسميع، والحذر من استجلاب المحمدة، أذكر أنها كانت تقرأ الآيات في إحدى المحاضرات، وعندما وصلت لقوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} (الرعد: 23)، توقفت خشية أن يتغير صوتها مما أجهشت من البكاء! ووقع مثل هذا أكثر من مرة، إذا شعرت بتأثر تبادر بالسكوت حتى لا يشعر أحدٌ بها.
معلمتي، كانت قدوة
كنت أحضر معها أحد دروسها، فذكرت الكلام حول ما يكتبه بعض الناس في حالات وسائل التواصل من كلام عمّا يتعلق بأعمال القلوب، فقالت: مشاعر الشوق إلى العبادة عبادة، فلا يبنغي إظهارها، لأن إخفاء العبادات أفضل، أو كما قالت.
ومع ذلك فلا يمنعها خوف الرياء من اغتنام الوقت بالعمل الصالح إذا وفّقها الله له، فمرة كنت معها في مكتبة، وبعد أذان الظهر، وقبل الإقامة قامت وجلست على الأرض وبدأت تدعو رافعةً يديها، ولم يكن غيرنا في المكتبة على ما أذكر، لكنها لم تتحدث إليّ، وجلست تدعو وكأنها وحدها، حرصًا على ساعة الإجابة، وهي المرة الوحيدة التي رأيتها تفعل ذلك في المكتبة.
كانت -رحمها الله- تحرص على استحضار النية قبل أي عمل، حتى في الأعمال التي قد نغفل عنها، أذكر مرة خرجنا لنعزي إحدى أخواتنا، وفي الطريق قالت لي: ما فضل تعزية المسلم؟ ثم ذكرت حديث: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من عزى أخاه المؤمن فى مصيبة كساه الله حلة خضراء يُحبَر بها، قيل: ما يُحبَر بها؟ قال: يُغبَط بها))[2]، وما أراها ذكرت لي ذلك إلا لتذكرني باستحضار النية!
كنتُ كلما طلبتُ منها وصية قالت: أوصيك بتقوى الله، ولا تزيد على ذلك كلمة، وإذا طلبتها الزيادة، قالت: هذه وصية الله تعالى، ولا تزيد عليها. تقصد -والله أعلم- قوله تعالى: { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (النساء: 131). وهذا دأبها، كانت لا تحب الزيادة من قولها على شيء فيه نصّ أو أثر عن السلف، حتى في تهنئة العيد لا تزيد على قول: تقبل الله منا ومنكم.
كانت دقيقة جدًا في مواعيدها[3]، منظمة في أعمالها وكتابتها للدروس، فكانت الطالبات كثيرًا ما يستعرن منها دفاترها، لضبطها وإحسانها في تقييد العلم وجمال خطّها.
كانت تبدأ بكتابة البسملة قبل الدرس دون تنقيط، وأحيانًا في الرسائل الخاصة والإهداءات، وسُئلت مرة عن ذلك فقالت: هكذا كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كانت تحب المسك من العطور، تقول: طِيبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الصلاة، فلها شأن آخر، إذا حضرت الصلاة تقوم إليها باهتمام وحرص، وتصلي صلاةً يشعر من يراها أنّها متوجهة إليها بكليتها، كانت تطيل في صلاة الظهر، وذلك من السنّة لأنه يُقرأ فيها بأوساط المفصّل، وتكون أطول من صلاة العصر، وتقصّر صلاة المغرب، وذلك في أكثر من مرة صليتُ معها جماعة.
كانت لا تحب الحديث عن نفسها، أذكر مرة كنا نتحدث كما يتحدث الرفقاء، فقالت عن نفسها أنا برِّيدة -تقصد أنها كثيرة الشعور بالبرد سريعًا- ثم كرهتْ ما قالت، وبيّنت كم هو بغيض الكلام عن النفس! حاسبت وراجعت نفسها في كلمة تصف بها شعورها بالبرد، فما حالنا نحن مع كثير من كلامنا، والله المستعان!
كانت تحبّ أن تضع في (المسنجر) عبارات تستفيد منها في العلم، فكانت تضع أبياتًا من منظومة سلم الوصول، تضع كل يوم بيتًا حتى يتيسر حفظه.
وعندما تُسأل عن حالها، تكتب: "بخير إن اتقيتُ"، وهي كلمة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها[4].
كانت متواضعة جدًا للعلماء، محذرة من اتباع الأهواء، قصدها طلب الحق، تتراجع إن رُوجعت وبدا لها الدليل[5]، وكانت تردّ على من يتبع الهوى وينتقي الفتاوى بحسب هواه[6].
كانت لا تحب المدح أبدًا، ولا ترضاه، أذكرة مرة كتبتُ لها شيئًا، ولم أنتبه أنه ثناء، فقالت لي: "ما رأيك؟ أليس ظهري ضعيفًا؟!" فاستحييتُ منها، وهي تقصد بذلك حديث: ((أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل))[7].
كنا إذا ركبنا الحافلة الخاصة بالمعهد لا تجلس في أول المقاعد، إلا إذا اضطرت، وهذا عرفته عنها مع الوقت، وأخبرتها مرة أنها لا تحب ذلك، وتقصد أن تكون أبعد عن السائق، فأجابت بنعم، وكانت تفرح إذا شعرتْ أني أفهمها بسرعة ( : وهذا أمر طبيعي، فكلُّ من صحب شخصًا مدة غير يسيرة، وكان قريبًا منه سيكون أسرع في فهمه، ولي معها مواقف كثيرة جدًا، وكم أهدتني من أشياء وكتبًا نافعة، خطّت عليها إهداءها الرقيق، أطالعها كل مرة، مغتبطة بها؛ لأنها أبقت عندي ذكرى طيبة، وكتبًا نافعة، أغلاها عندي كتاب "الدعاء المستجاب من صحيح السنّة والكتاب"، وهو أول كتاب أهدتني إياه، وكتاب "أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم".
معلمتي وإحسانها في الصحبة، أحسبها كانت تتمثل فيها قوله تعالى: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}! لا أبالغ في قولي أني تعلمتُ منها آداب الصّداقة، تلك الكلمة التي ليست مجرد حروف، بل هي أفعال وشعور بالآخر، يجمعها: أن تحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك، كانت تستر القبيح وتُظهر الجميل، وتحفظ عند الغياب، كم مرة دُعيت فيها للمشاركة في مدارسة أو حضور لقاء أو تولي بعض الأمور، ثم يبلغني بعد ذلك أنها هي من رشّحت لذلك، ولم تكن تبديه لي؛ لأنها كانت كذلك لا يهمها إظهار ما تفعله، وكثيرًا ما كنت أرسل لها على البريد، سؤالًا أو استشارة فتجيبني ولا تتأخر في الردّ عليّ، ومن رقيّ تعاملها، أني أرسلتُ لها مرة بريدًا بالخطأ، فأخبرتها مباشرة برسالة أخرى أن البريد السابق بالخطأ، فأرسلت إليّ: "كأني لم أره"! ولي فيما يتعلق بإحسانها في الصحبة وقفات، ربما من الصّعب شرحها هنا، رحمها الله ورضي عنها.
بلغها ذات مرة شكوى عن بعض العاملات في المكان، فاستاءت جدًا لذلك، وذكرت حديث: ((هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم))[8]، وكانت شديدة التواضع لهذه الفئة العاملة، حتى كنّ يحببنها ويتبسطن في الحديث معها دون حرج، رحمها الله كما كانت رحيمةً بعباده، والراحمون يرحمهم الرحمن.
ومن تواضعها أني أرسلتُ لها ذات مرة مستندًا فيه كتابة لدرسٍ من دروسها، فكان من ضمن ردّها:
"أنا أتحسر على الوقت الذي قضيتِه في الكتابة
ولا يضيع عند الرحمن شيء
ولكنك لا زلت في بداية الشباب
فهذه نصيحة
لا تنشغلي بالكتابة لمثلي، ولا أقول: (لي)؛ كي لا ينصرف الذهن إلى أن الباعث: تواضع
مهما كان لديك من برنامج لدراسة كتب الكبار وأشرطتهم؛ يبقى هناك الكثير من كتبهم وأشرطتهم" اهـ.
كانت فقيهة رحمها الله، شديدة الاقتداء بالصحابة رضي الله عنهم والسلف، حتى في أساليب أجوبتهم وطرقها، أذكر مرة أني أرسلتُ لها سؤالًا عن إحدى الأخوات -وليس السؤال بين يديّ الآن-، فكان نصّ جوابها مكتوبًا: "الجواب أن يقال للأخت السائلة: أحرورية أنت؟!! هذا تكفير بالمعصية!! ألم يُعلم لدى منهج أهل السنة والجماعة أن هناك كفر دون كفر؟!! ثم إن هذا الحديث الذي ذكرتِه نص في إبطال هذا، وأن الشرك هو القدح في خصائص الربّ تبارك وتعالى، وغلبة الهوى واقتحام المحارم لا يمكن أن يكون شركًا مخرجًا من الملة بحال، وارجعي إلى حديث رائع فيه هذه العبارة الرائعة
وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر. انتهى __________".
فأراها هنا تقتفي في جوابها فتوى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لمن سألت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، والقصة مشهورة[9].
وكانت شديدة التوقير لمن يكبرها سنًّا؛ امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ مِن إجلالِ الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط))[10]، فإذا مشت أمامها امرأة كبيرة في السن لم تتجاوزها في السير، وإذا احتاجت لمساعدة بادرتْ بمساعدتها.
هذا غيضٌ من فيض، وأريجٌ من تلك الشمائل، وخواطر من طيف الصّحبة، تسليتُ بكتابتها بين الحين والآخر، عفوًا بما جرى به حديثُ القلب، وصدّقته الذكريات، وكم في حوزتي من أثارةِ علمٍ وخُلُق كريم لمعلمتي سُكينة -رحمها الله- مما هو مودَع عندي في رسائل البريد، وشروح بعض الدروس وفوائدها، وعبق الصحبة الطيبة، جعل الله كلَّ ذلك في ميزان حسناتها، وتقبل منها علمها وعملها وآثارها.
ومن آثارها الطيبة رحمها الله:
1.    مدونة تمام المنّة http://tamammennah.blogspot.com/
والتي أسمتها باسم أحد كتب والدها الشيخ الألباني رحمه الله، ولا زلتُ أذكر حين بشرتني بإنشائها، وقالت: جعلتُكِ أول من أرسل لهم رابطها.
2.    كتاب "الدليل إلى كيفية تعليم القرآن الكريم" من تأليفها وشقيقتها أ/ حسّانة الألباني حفظها الله http://ketab-addaleel.blogspot.com/
3.    كتاب "سألتُ أبي العالم الإمام"، طُبع في دار الريّان، الطبعة الأولى، 1440هـ.
والحمد لله على كلّ حال، والله المستعان، وله الأمر من قبل ومن بعد، والحمد لله الذي جعل من وراء هذه الدار دارًا وصف الله تعالى أهلها بقوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}، وبقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} جعلنا الله منهم برحمته وفضله.
آمين.

الأربعاء
13/ 5/ 1441هــ









[1]  لمزيد التوضيح: فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله http://binothaimeen.net/content/10883، وفتوى الشيخ ابن باز رحمه الله https://bit.ly/36vCnq6 .
[2]  رواه الخطيب وابن عساكر، وحسّنه الألباني -رحمه الله- بمجموع طرقه في إرواء الغليل (3/ 217).
[3]  أذكر مرة أني اتفقت معها على زيارتها الساعة الخامسة مساءً، فوصلت -لسببٍ ما- الخامسة وعشر دقائق، فعندما دخلتُ أشارت إلى الساعة، تعني أني تأخرت!
[4]  عن ابنِ أبي مليكة -رحمه الله- قال: ((استأذن ابنُ عباس قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثني عليّ، فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له، فقال: كيف تجدينَكِ؟ قالت: بخيرٍ إن اتقيتُ، قال: «فأنت بخير إن شاء الله، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكرًا غيرَك، ونزل عذرُك من السماء» ودخل ابن الزبير خلافه، فقالت: دخل ابن عباس فأثنى عليّ، ووددت أني كنت نِسيًا منسيًا)). رواه البخاري (4753).
[5]  جاءت إحدى الأخوات لحضور درس علمي في مسجد، فلما دخلتْ صلت تحية المسجد -في غير أوقات النهي المغلظة- ولكن كان الشيخ قد بدأ الدرس، ثم تحدثتا في ذلك وكأنها رأت أنّ الأفضل ترك ذلك والاستماع للدرس، لكون طلب العلم أفضل، فذكرتْ لها تلك الأخت الحديث الذي فيه أن أحد الصحابة دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيصلي ركعتين، فلما أذكرتْها الحديث توقفت مباشرة وهي تفكر، وقالت: ذلك أوجب! تقصد: الاستماع لخطبة الجمعة. ثم توقفتا عن الحديث. ولمزيد التوضيح: فتوى الشيخ ابن باز -رحمه الله- في حكم تحية المسجد أثناء الخطبة https://bit.ly/2Qxf9KA .
[6]  ومما قالته في ذلك -بمعنى كلامها-: إذا اُحتجّ عليكم بفتوى الشيخ الألباني -رحمه الله- في مسألة كشف الوجه فأجيبوا بأنّ الشيخ أيضًا يفتي بتحريم لبس الذهب المحلّق، فإذا أخذتم بهذه الفتوى خذوا بالأخرى، والغالب أن المحتجَّ لا يأخذ بالفتوى الأخرى.
[7]  عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: ((سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يثني على رجلٍ ويُطريه في مدحه، فقال: أهلكتم - أو قطعتم - ظهرَ الرّجل)). متفق عليه ]صحيح البخاري (2663)، صحيح مسلم (3001)[.
[8]  عن مُصعَبِ بنِ سعدٍ، قال: ((رأى سعدٌ رضي الله عنه أنّ له فضلًا على مَن دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم)). أخرجه البخاري (2896).
[9] عن معاذة، قالت: ((سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة. فقالت: أحَرُوريةٌ أنتِ؟ قلت: لستُ بحرورية، ولكني أسأل. قالت: كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة)). متفق عليه، واللفظ لمسلم (335). والمعنى أنّ من طريقة الحرورية -وهم طائفة من الخوارج- إيجاب قضاء الصلاة على الحائض، وهو من غلوهم في الدين، وسُموا (حرورية) نسبة إلى منطقة يُقال لها (حروراء) لاجتماعهم فيها.
[10] رواه أبو داود، وحسّنه الألباني ”صحيح الترغيب والترهيب“ (98).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق