سئل فضيلة الشيخ ابن
عثيمين -رحمه الله- السؤال التالي:
س/ الله يحسن إليك!
هل ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه صام عشر "ذو الحجة"يا شيخ؟
ج/
أبلغك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحبّ إلى الله من هذه الأيام العشر"؟ بلغك؟
طيب
سؤال: هل الصيام من العمل الصالح؟
ما الذي أخرجه من هذا العموم؟
هل قال الرسول -عليه الصلاة
والسلام- "إلا الصيام، فلا تصوموا"؟
أسألك؟
ما قال.
إذًا ما الذي أخرجه من العموم؟!
حديث عائشة: "ما رأيته
صائمًا قط"
هذا ما رأته، لكن غيرها رآه.
ففي حديث آخر لإحدى أمهات
المؤمنين تقول: "إن الرسول كان لا يدع صيامه".
قال الإمام أحمد: "والمثبِت
مقدَّم على النافي".
ثم لو فُرض أنه ما في مثبِت أن
الرسول صامه، فتدخل في العموم، "ما من أيام العمل الصالح".
وإذا قدرنا أن الرسول ما صامها
فهذه قضية عين، قد يكون الرسول ما صامها لاشتغاله بما هو أهم.
عرفت؟
وهنا قاعدة يجب أن نعمل بها:
إذا جاءت النصوص اللفظية عامة؛
فلا تسأل: هل عمل بها الصحابة أو لا؛ لأن الأصل أنهم عملوا بها، وعدم
العلم بعملهم، ليس علمًا بعدم عملهم.
فالأصل أنهم عملوا بها.
ثم لو فرض -وهو فرض محال- أنهم لم
يعملوا بها، فهل نحن نُسأل يوم القيامة عن عمل الصحابة أو عن قول الرسول؟
أجبْ.
عن قول الرسول، كما قال -عزّ وجلّ-: {وَيَوْمَ
يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} (القصص:65).
هل يمكن لأي إنسان أن يجد حجة إذا
سئل يوم القيامة عن قول من أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام عامة، هل يمكن أن
يقول: ياربِّ لم يعمل بها الصحابة، أو: لا أدري هل عملوا بها أم لا؟!
لا يمكن أن يكون حجة!
لذلك نحن نأسف لبعض الناس الذين
شككوا المسلمين في هذه القضية، وقالوا: "إن صيامها ليس بسنّة"!
سبحان الله! أنا أخشى أن يعاقبهم الله -عزّ وجلّ- يوم القيامة
سبحان الله! أنا أخشى أن يعاقبهم الله -عزّ وجلّ- يوم القيامة
كيف يقول النبي –عليه الصلاة
والسلام-: "ما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحبّ إلى الله من هذه الأيام
العشر" وندع العمل الصالح الذي قال تعالى: "إنه لي وأنا أجزي به".
سبحان الله!
لذلك يجب أن نردَّ هذه الدعوى على
أعقابها؛ فتنقلب خاسرة.
ونقول لهذا الرجل (نسأله الأسئلة
التي وجهتها إليك):
هل الصوم من العمل الصالح أو لا؟
هل ورد عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- أنه نهى عنها أو لا؟
سيقول: لا
وإن قال: نعم
قلنا: هات الدليل!
سيقول:
إنها من العمل الصالح (في الصوم).
وسيقول: لم يرد عن الرسول -صلى
الله عليه وسلم- النهي عنها.
فنقول: إذًا يجب أن نعمل بها.
وهذه في الحقيقة مصيبة، أن يكون
الناس قد عملوا على عمل ليس فيه إثم، بل فيه أجر، ثم يذهب بعض الناس يخالف ليُذكر،
فيأتي بما يخالف العادة التي هي أقرب للحق مما قال. هذه مشكلة. نعم.
رابط الاستماع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
http://safeshare.tv/w/YZdkWrEiNQ
وقال الشيخ عبد الكريم
الخضير –حفظه الله- في صيام عشر "ذو الحجة":
"الصيام في هذه الأيام من
أفضل الأعمال؛ لأنه جاء الحث على الأعمال الصالحة في هذه الأيام، والصيام من أفضل
الأعمال الصالحة، "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين
خريفًا".
ونحن نسمع من يزهّد في صيام هذه
الأيام، ويقول: إن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما صام هذه الأيام!
لكن ثبت عنه أنه رغب في الأعمال
الصالحة، وذكر لنا أن الصيام من أفضل الأعمال.
وأيضًا: النبي -صلى الله عليه
وسلم- رغّب في عمرة رمضان، ولا اعتمر في رمضان؛ ماذا نقول عن عمرة رمضان؟! لا أجر
فيها؟! أو مثلها مثل سائر الأيام؟!
ما هو بصحيح.
سنّة النبي -عليه الصلاة والسلام-
إما أن تُتلقى:
من قوله، وهو الذي يفيد العموم،
ويتعدّاه إلى غيره
أو من فعله كما قال -عليه الصلاة
والسلام-: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، و"خذوا عني مناسككم"، وهو
القدوة في أقواله وأفعاله وجميع تصرفاته.
فإذا لم يفعل الشيء وحثّ عليه
عرفنا أن العمل لا عموم له، والقول يعمّ.
نحن يعنينا أن الصيام من أفضل
الأعمال، والعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من غيرها، كما جاء في الحديث الصحيح
الذي ذكرناه آنفًا".
رابط الاستماع للشيخ الخضير حفظه
الله