يقول سماحة المفتي
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ –حفظه الله-:
"أيها الشعوب الإسلامية، إنّ
بلادكم أمانة في أعناقكم، إنّ بلادكم أمانة في أعناقكم؛ فحافظوا على أمنها واستقرارها
ومكتسباتها ومقدراتها ومشاريعها العامة النافعة، واعلموا أنكم مستهدَفون من قبل
أعدائكم، يريدون تفريق صفّكم، وضرب بعضكم ببعض، ونشر الفوضى والبلبلة في صفوفكم،
فاحذروا مكائدهم، ليقضوا على بنيتكم التحتية، وعلى اقتصادكم، ومؤسساتكم العسكرية،
والمدنية، والقضاء على كلِّ خير بفرض السيطرة والتبعية عليكم، فاحذروا مكائدهم،
وتأملوا في مؤامراتهم الخبيثة التي يريدون الضرر بكم، اعملوا على إفشالها قبل
خروجها، اعملوا على إفشالها قبل خروجها.
أمة الإسلام، إنّ أعظم الخيانة أن
يخون العبد دينه، أو يخون أمته، ومن خيانة الأمة بث المخدرات بين أفرادها، ونشر
هذا البلاء العظيم.
ومن خيانة الأمة أن يكون الإنسان
عدوًا لأمته، متبعًا لما يريده الآخرون، فيحطم بلده وأمته لمصلحة من؟ لا لمصلحة
البلد، ولكن لأغراض ومطامع دنيوية، فحافظوا على أوطانكم، واحذروا مكائد الأعداء.
أمة الإسلام، إنّ
القوة أمانة، قوة الإنسان سواء قوته العسكرية أو السياسية أو المالية أو
الاقتصادية أو العلمية، هي أمانة فإن سخّرها فيما ينفع أمته ومجتمعه كان مؤديًا
للأمانة، وإن ضيعها واستعملها في غير ما هي
له كان خائنًا للأمانة.
فالامانة أن تستعمل
القوة فيما ينفع الأمة في حاضرها ومستقبلها.
أيها الإنسان، إن الله حمّل
الإنسان الأمانة، فقال: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا
جَهُولًا} (الأحزاب: 72).
الله الله في البعد عن أسباب
الدمار والخراب، التي تدمر البلاد والعباد، وتقضي على الحرث والنسل...".
جزء
من خطبة يوم عرفة 9/ 12/ 1434ه