الأحد، 24 نوفمبر 2013

حاجة العبد إلى سؤال الله الهدى والسداد


حاجة العبد إلى سؤال الله الهدى والسداد
عن عليّ بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ. وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْمِ". رواه مسلم (كتاب الذكر والدعاء/ 2725).
"هذا من أبلغ التعليم والنصح؛ حيث أمره أن يَذْكُرَ إذا سأل الله الهدى إلى طريق رضاه وجنته كونَه مسافرًا، وقد ضلّ عن الطريق، ولا يدري أين يتوجه، فطلع له رجلٌ خبيرٌ بالطريق عالمٌ بها، فسأله أن يدلَّه على الطريق، فهكذا شأن طريق الآخرة تمثيلاً لها بالطريق المحسوس للمسافر.
وحاجة المسافر إلى الله سبحانه إلى أن يهديَه تلك الطريق أعظمُ من حاجة المسافر إلى بلدٍ مَن يدلُّه على الطريق الموصل إليها.
وكذلك السَّداد، وهو إصابة القصد قولاً وعملاً، فمثله مثل رامي السهم، إذا وقع سهمُه في نفس الشيء الذى رماه فقد سدَّدَ سهمَه وأصاب، ولم يقع باطلاً، فهكذا المصيبُ للحق في قوله وعمله بمنزلة المصيب فى رميه".
اهـ من "إغاثة اللهفان" للإمام ابن القيم رحمه الله.