من صور اتباع خطوات الشيطان
قال
تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ
حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى
اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة: 168-169).
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
من
فوائد الآية: تحريم اتباع خطوات الشيطان؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.
ومن ذلك:
· الأكل بالشمال، والشرب بالشمال؛
لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يأكل أحدكم بشماله، ولا يشرب بشماله؛ فإن الشيطان
يأكل بشماله، ويشرب بشماله» (رواه مسلم).
· ومن اتباع خطوات الشيطان القياس الفاسد؛ لأن أول من قاس قياسًا فاسدًا هو إبليس؛
لأن الله لما أمره بالسجود لآدم عارض هذا الأمر بقياس فاسد: قال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (ص: 76)؛ يعني: فكان الأولى هو الذي
يسجد؛ فهذا قياس في مقابلة النص؛ فاسد الاعتبار.
· ومن اتباع خطوات الشيطان أيضًا الحسد؛ لأن الشيطان إنما قال ذلك حسدًا لآدم؛ وهو أيضًا
دأب اليهود، كما قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ
مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} (البقرة:
109).
وكل خُلق ذميم، أو عمل
سوء، فإنه من خطوات الشيطان.
المرجع:
"تفسير القرآن
الكريم" للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. (2/ 235 – 236).