الجمعة، 23 مايو 2014

أسلوب التذييل

التذييل أسلوب من أساليب البلاغة العربية، فما المقصود به؟ وما هي أقسامه؟
تعريفه:
لغة: "الذَّيْل آخر كل شيء، وذَيْل الثوب والإِزارِ ما جُرَّ منه إِذا أُسْبِل. وذيّل فلان ثوبَه تذييلاً، إذا طوّله"[1].
اصطلاحًا: هو "أن يذيّل الناظم أو الناثر كلامًا بعد تمامه وحُسْنِ السكوت عليه بجملة تحقق ما قبلها من الكلام، وتزيده توكيدًا"[2]. أو "هو تعقيب الجملة بأخرى تأكيدًا لها"[3].
"وهو الإطناب بالتذييل، ولكنّ كثيرًا من البلاغيين بحثوه مستقلاً، وبحثه القزويني وشرّاح التلخيص والسيوطي في الإطناب"[4].
أقسامه:
1- "جارٍ مجرى الأمثال؛ لاستقلال معناه، واستغنائه عما قبله، كقوله تعالى: {وقل جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[5]."[6].
وهذا النوع مما يمكنك أن تستلّه وتعبر به استقلالاً، ومنه قول الشاعر:
إذا بلغ الرأيُ المشورةَ فاستعنْ
برأي نصيحٍ أو مشورة حازمِ
ولا تجعل الشورى عليك غضاضةً
مكانُ الخوافي[7] نافعٌ للقوادمٍ[8]
وكقول الشَّنفرى:
وماذا إلا بسطةٌ عن تفضّلٍ
 عليهم وكان الأفضلَ المتفضّلُ
وقوله أيضًا:
شكا وشكتْ ثم ارعوى بَعْدُ وارعوتْ
وللصّبرُ إن لم ينفعِ الشّكوُ أجملُ
2- "غير جارٍ مجرى الأمثال؛ لعدم استغنائه عما قبله، كما في قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}[9]."[10].




[1] "لسان العرب" لابن منظور. مادة  (ذيل) (باختصار).
[2] "معجم المصطلحات البلاغية وتطورها" لأحمد مطلوب. (ت ذ ي). .ط2- مكتبة لبنان ناشرون: بيروت، 2007م.  
[3] "شرك الآمل لصيد شوارد المسائل" لعلي صقر.  مطبوع مع "شرح دروس البلاغة" للشيخ ابن عثيمين. اعتنى به مركز المنبر للتحقيق والبحث العلمي. ط1- دار ابن الجوزي: القاهرة، 1429هـ. ص196
[4] معجم المصطلحات البلاغية وتطورها" لأحمد مطلوب. . (ت ذ ي). .ط2- مكتبة لبنان ناشرون: بيروت، 2007م.  
[5] (الإسراء: 81)
[6] شرك الآمل لصيد شوارد المسائل" لعلي صقر.  مطبوع مع "شرح دروس البلاغة" للشيخ ابن عثيمين. اعتنى به مركز المنبر للتحقيق والبحث العلمي. ط1- دار ابن الجوزي: القاهرة، 1429هـ. ص196
[7] الخوافي: جمع (الخافية) وهي إحدى ريشات أربع، إذا ضمّ الطائر جناحه خفيت. "المعجم الوسيط" (1/ 247) مادة (خفى).
[8] القوادم: جمع (القادمة) وهي إحدى ريشات عشر كبار، أو إحدى أربع في مقدّم الجناح. "المعجم الوسيط" (2/ 720) مادة (قدم).
[9] (سبأ: 17)
[10] "شرك الآمل لصيد شوارد المسائل" لعلي صقر. مطبوع مع "شرح دروس البلاغة" للشيخ ابن عثيمين. اعتنى به مركز المنبر للتحقيق والبحث العلمي. ط1- دار ابن الجوزي: القاهرة، 1429هـ . ص196