التذييل
أسلوب من أساليب البلاغة العربية، فما المقصود به؟ وما هي أقسامه؟
تعريفه:
لغة:
"الذَّيْل آخر كل شيء، وذَيْل الثوب والإِزارِ ما جُرَّ منه إِذا أُسْبِل.
وذيّل فلان ثوبَه تذييلاً، إذا طوّله"[1].
اصطلاحًا:
هو "أن يذيّل الناظم أو الناثر
كلامًا بعد تمامه وحُسْنِ السكوت عليه بجملة تحقق ما قبلها من الكلام، وتزيده
توكيدًا"[2].
أو "هو تعقيب الجملة بأخرى تأكيدًا لها"[3].
"وهو
الإطناب بالتذييل، ولكنّ كثيرًا من البلاغيين بحثوه مستقلاً، وبحثه القزويني
وشرّاح التلخيص والسيوطي في الإطناب"[4].
أقسامه:
1-
"جارٍ مجرى الأمثال؛ لاستقلال معناه، واستغنائه عما قبله، كقوله تعالى: {وقل
جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}[5]."[6].
وهذا
النوع مما يمكنك أن تستلّه وتعبر به استقلالاً، ومنه قول الشاعر:
إذا بلغ الرأيُ المشورةَ فاستعنْ
|
برأي نصيحٍ أو مشورة حازمِ
|
ولا تجعل الشورى عليك غضاضةً
|
وكقول
الشَّنفرى:
وماذا إلا بسطةٌ عن تفضّلٍ
|
عليهم وكان الأفضلَ المتفضّلُ
|
وقوله
أيضًا:
شكا وشكتْ ثم ارعوى بَعْدُ وارعوتْ
|
وللصّبرُ إن لم ينفعِ الشّكوُ أجملُ
|
2-
"غير جارٍ مجرى الأمثال؛ لعدم استغنائه عما قبله، كما في قوله تعالى: {ذَلِكَ
جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}[9]."[10].
[2] "معجم
المصطلحات البلاغية وتطورها" لأحمد مطلوب. (ت ذ ي). .ط2- مكتبة لبنان ناشرون:
بيروت، 2007م.
[3] "شرك
الآمل لصيد شوارد المسائل" لعلي صقر.
مطبوع مع "شرح دروس البلاغة" للشيخ ابن عثيمين. اعتنى به مركز
المنبر للتحقيق والبحث العلمي. ط1- دار ابن الجوزي: القاهرة، 1429هـ. ص196
[6] شرك الآمل
لصيد شوارد المسائل" لعلي صقر. مطبوع
مع "شرح دروس البلاغة" للشيخ ابن عثيمين. اعتنى به مركز المنبر للتحقيق
والبحث العلمي. ط1- دار ابن الجوزي: القاهرة، 1429هـ. ص196
[7] الخوافي: جمع
(الخافية) وهي إحدى ريشات أربع، إذا ضمّ الطائر جناحه خفيت. "المعجم
الوسيط" (1/ 247) مادة (خفى).
[8] القوادم:
جمع (القادمة) وهي إحدى ريشات عشر كبار، أو إحدى أربع في مقدّم الجناح.
"المعجم الوسيط" (2/ 720) مادة (قدم).
[9] (سبأ: 17)
[10] "شرك
الآمل لصيد شوارد المسائل" لعلي صقر. مطبوع مع "شرح دروس البلاغة"
للشيخ ابن عثيمين. اعتنى به مركز المنبر للتحقيق والبحث العلمي. ط1- دار ابن
الجوزي: القاهرة، 1429هـ . ص196