قال
العلامة ابن عثيمين رحمه الله في "شرح الأصول من علم الأصول" ص419- 420:
"يقول
بعض الناس: إن الكذب نوعان: أبيض وأسود؛ فالأبيض جائز، والأسود غير جائز.
نقول:
كلّ الكذب أسود، ليس فيه أبيض أبدًا، حتى إنّ أبا سفيان –وهو في كفره- لما سأله
هرقل عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم ما استطاع أن يكذب، مع أنه من مصلحته أن
يكذب في ذلك الوقت؛ لكن قال: لا أريد أن
يؤثروا عليّ كذبًا.
حتى
الكفار في كفرهم ينتقدون الكذب ويعيبونه، ومع الأسف من المسلمين اليوم من يستبيح
الكذب، ويرى أنه شطارة ومهارة، وأن الإنسان الكذوب المحتال هو الرجل الشّهم الشّجاع؛
نسأل الله العافية!
وقد
قيل: إنّ بعض الجماعات التي تدعو إلى الله يرون أنّ الكذب لمصلحة الدعوة جائز،
وهذا لا يجوز أبدًا أن يكذب من أجل الدعوة، ولا يمكن أن يُبنى حق على باطل.
وأين
الكذب في الدعوة؟ ليس هناك إلا تورية وقعت من إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كانت
أحيانًا في جانب الدعوة، وأحيانًا في جانب الدفع عن نفسه وعن أهله وليس كذبًا.
أما
أن يأتي أحدهم فيقول لشخص فاسق: والله، أنا رأيت في المنام البارحة أن الملائكة
تعذّبك، فاستقم على أمر الله.
فنقول:
هذا لا يجوز، مع أن بعض الناس يقول: هذا لا بأس به؛ لأنه في مقام الدعوة. سبحان الله!
تكذب وتقول: في مقام الدعوة، وهل الكذب وسيلة للدّعوة؟!".