قال تعالى في سورة البقرة بعد أن ذكر أوصاف المتقين:
{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ}
أي على علم، وتوفيق.
و"على" للاستعلاء؛ وتفيد علوهم على هذا الهدى، وسيرهم
عليه، كأنهم يسيرون على طريق واضح بيّن؛ فليس عندهم شك؛ تجدهم يُقبلون على الأعمال
الصالحة وكأن سراجًا أمامهم يهتدون به، تجدهم مثلاً ينظرون في أسرار شريعة الله،
وحِكَمها، فيعلمون منها ما يخفى على كثير من الناس، وتجدهم أيضًا عندما ينظرون إلى
القضاء والقدر كأنما يشاهدون الأمر في مصلحتهم حتى وإن أصيبوا بما يضرهم أو
يسوءهم، يرون أن ذلك من مصلحتهم؛ لأنّ الله قد أنار لهم الطريق، فهم على هدًى من
ربهم، وكأن الهدى مركبٌ ينجون به من الهلاك، أو سفينة ينجون بها من الغرق، فهم
متمكنون غاية التمكن من الهدى، لأنهم عليه.
تفسير
سور البقرة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.