الصدق مع الله ومع الخلق
قال تعالى: { لَيْسَ
الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ
الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي
الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ
إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ
الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (البقرة:177).
من فوائد الآية: أن ما ذُكر هو
حقيقة الصدق مع الله، ومع الخلق؛ لقوله تعالى: {أولئك الذين صدقوا}.
-
فصدقهم مع الله، حيث قاموا بهذه الاعتقادات النافعة: الإيمان بالله،
واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، وأنهم أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة،
وبذلوا المحبوب في هذه الجهات.
-
وأما صدقهم مع الخلق يدخل في قوله تعالى: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا}، وهذا من علامات الصدق.
ولهذا قال تعالى: {أولئك
الذين صدقوا} فصدقوا في
اعتقاداتهم، وفي معاملاتهم مع الله، ومع الخلق.
تفسير
سورة البقرة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. (2/ 293- 293).