الأحد، 12 يوليو 2015

دعوة إلى التوبة في ختام رمضان

مقطع من خطبة الجمعة لسماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
جامع الإمام تركي/ الرياض
بتاريخ (23/ 9/ 1436هـ)


وإذ وفقنا الله جلّ جلاله، فأدركنا رمضان، وصمنا ما شاء الله من الأيام، وها نحن نعيش في لياليه وأيامه الأخيرة، فالواجب على كلّ مسلم أن يتوب إلى الله، ويستغفر عما مضى، ليسلم من ذنوبه.
أيها المسلم، إن كنتَ فيما مضى مشتغلًا بطاعة الله فاشكر الله على هذه النعمة، واسأله التوفيق والسداد والقبول، وإن كنت ممن أسأتَ فتب إلى الله في بقية هذا الشهر، فإن التوبةَ مقبولةٌ بفضل الله ورحمته؛ قال جلّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (الشورى: 25).
وقال جلّ وعلا مبينًا محبة التائبين: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: 222).
وقال جلّ وعلا: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} (النساء: 110).
ورغّبهم في التوبة، فقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53).
وأخبرهم أن التائبَ إلى الله -جلّ وعلا- من سيّئاته تُبدّل سيّئاته حسنات: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الفرقان: 70).
أخي المسلم، كلنا خطّاء، وكلنا مذنبون، وفي الحديث: "كلُّكم خطّاء، وخير الخطائين التوابون"، كلّنا خطّاء، كلُّنا فينا ذنوب ومعاصٍ وتقصير، فلنراجع أنفسنا، ولنتبْ إلى الله فيما بيننا وبين الله، من واجب تركناه، أو معصية ارتكبناها، ولنتب إلى الله من حقوق العباد، ونردّ المظالم إلى أهلها، ونفكر في واقعنا، فنتوب إلى الله من عقوق الوالدين، ومن أكل الربا، وشهادة الزور، ومن كل الذنوب والمعاصي، توبة صادقة نصوح، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} (التحريم: 8).