الاثنين، 28 سبتمبر 2015

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا

قد يُظهِرُ اللهُ لنا أحيانًا بعضَ الحقائق، وتخفى على غيرنا، وربما نعجز عن إقناع الآخرين بما تبيّن لنا من الأمور، ولا حيلة عند ذلك إلا أن نحيلَ جلاءها للأيام، وفي هذا المعنى يقول الشاعر طرفةُ بن العبد في معلقته:
ستبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً
ويـأتيـك بالأخبــــاِر مَن لم تُــزَوِّدِ
ويـأتيــــك بـالأخبــــــارِ مَـن لم تَبِــعْ لــــه
بَتاتًا ولم تضرِبْ له وقتَ مَوْعِدِ
الشرح:
باع قد يكون بمعنى اشترى، وهو في البيت بهذا المعنى.
والبتات: كساء المسافر وأداته.
ولم تضرب له: أي لم تبين له، كقوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً} أي بيّن وأوضح.
يقول: ستطلعك الأيام على ما تغفل عنه، وسينقل إليك الأخبار من لم تزوده. وسينقل إليك الأخبار من لم تشتر له متاع المسافر، ولم تبين له وقتا لنقل الأخبار إليك.
من "شرح المعلقات السّبع" للزوزني. ص126