الجمعة، 6 سبتمبر 2013

قصيدة "قف"


هذه القصيدة مؤثرة في وصف حال الأمة. قرأتها في أيام دراستي من إحدى المجلات الخاصة بالطلاب الإرتريين المتخرجين من إحدى جامعات الهند. ولا أذكر اسم مؤلفها، لكني لما استحضرت منها بعض الأبيات أحببت تقييدها في هذه الصفحة؛ لما تميزت به من جمال كلماتها وسلاسة عباراتها، وقوة معانيها. فجزى الله مؤلفها خيرًا، وجعله من ناصري الإسلام أينما كان.

قصيدة "قف"
قف أيها الماشي وحدّق كي ترى          فعلَ الزمان بأمةٍ مستهتِرا
قف أيها الماشي وحدّق كي ترى          حكمًا مضى فينا وكان مُقدَّرا
حتى متى تمشي وأنت محاسَبٌ            مشيَ البهيمة لا يروعك ما جرى؟
قل لي أين المسيرُ وحولنا           جثثٌ وأطلالٌ تَنوحُ ومَجزرا؟
قف كي ترى طفلاً يتيمًا لم يجد           خبزًا ليطردَ جوعه فتنصّرا
وسواه يرمي بالرغيف لكلبه               وسواه يرفل في الحرير معطّرا
قف كي ترى شيخًا بكى وبناتُهُ           أصبحن أشياء تُباع وتُشترى
نادى عليك فلم تجب فأجابه             دمعٌ أحسّ بحزنه فتحدّرا
إلى أن قال مبينًا ما الطريق الذي يجب علينا سلوكه في زمن الفتن:
  ما إن تَنَكبْنا طريقَ محمدٍ          حتى ضللنا فاعترانا ما اعترى
فاتركْ طريقًا لم يسره محمدٌ               وارجع لربّك تائبًا مستغفرا
واحملْ كتابِ الله دومًا إنّه               مِن سار بالقرآن لن يتعثرا
ودعِ التشاغلَ بالهموم فقد غدا            همُّ العقيدةِ بالتشاغل أجدرا
من لم يبالي بالعقيدة ميّتٌ        وإن مشى، أعمى وإن يكُ مبصِرا