بسم الله الرحمن الرحيم
نقل لبعض كلام العلماء في خروج المهدي ونزول عيسى
عليه السلام
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
"عيسى
-عليه السلام- حيٌّ. وقد ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال: "ينزل فيكم ابن مريم
حكمًا عدلاً وإمامًا مقسطًا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، وثبت في الصحيح
عنه أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق، وأنه يقتل الدجال".
وقال –أيضًا-:
"وأما
قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا} فهذا دليل على أنه لم يعن بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى فى
ذلك كسائر المؤمنين، فإن الله يقبض أرواحهم، ويعرج بها إلى السماء، فعلم أن ليس فى
ذلك خاصية ... وقد قال تعالى في الآية الأخرى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ
شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ
بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ
اللَّهُ إِلَيْهِ} فقوله هنا {بل رفعه الله إليه} يبين أنه رفع بدنه وروحه؛ كما ثبت
فى الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه، إذ لو أريد موته لقال: وما قتلوه وما صلبوه بل مات،
فقوله {بل رفعه الله إليه} يبين أنه رفع بدنه وروحه، كما ثبت فى الصحيح أنه ينزل بدنه
وروحه.
ولهذا
قال من قال من العلماء {إني متوفيك} أي قابضك، أي قابض روحك وبدنك".
"مجموع الفتاوى" (4/ 322 - 423).
وقال الشيخ العلاّمة ابن باز –رحمه الله-:
"المهدي
المنتظر صحيح، وسوف يقع في آخر الزمان، قرب خروج الدجال، وقرب نزول عيسى عند اختلاف
يقع بين الناس عند موت خليفة، فيخرج المهدي ويبايع ويقيم العدل بين الناس سبع سنوات
أو تسع سنوات، وينزل في وقته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا جاءت به الأحاديث
الكثيرة.
أما
المهدي الذي يدعيه الرافضة مهدي الشيعة صاحب السرداب فهو لا أصل له عند أهل العلم بل
هو خرافة لا أساس لها ولا صحة لها.
أما
المهدي المنتظر الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة فإنه من بيت النبي صلى الله عليه وسلم
من أولاد فاطمة رضي الله عنها واسمه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم: محمد وأبوه عبد
الله، هذا حق وجاءت به الأحاديث الصحيحة وسيقع في آخر الزمان، ويحصل بسبب خروجه وبيعته
مصالح للمسلمين من إقامة العدل ونشر الشريعة وإزالة الظلم عن الناس.
وجاء
في الأحاديث أن الأرض ستملأ عدلاً بعد أن ملئت جوراً في زمانه، وأنه يخرج عند وجود
فتنة بين الناس واختلاف على إثر موت الخليفة القائم، فيبايعه أهل الإيمان والعدل بما
يظهر لهم فيه من الخير والاستقامة وأنه من بيت النبوة".
المرجع : الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز .
وقال الشيخ العلّامة محمد ناصر الدّين الألباني –رحمه الله-:
"واعلم
أنَّ الإيمانّ بكلِّ ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي, ونزول عيسى, وبالقدر خيره
وشرّه, كلُّ ذلك واجب الإيمان به, لثبوته في الكتاب والسنّة".
"سلسلة الأحاديث
الضعيفة والموضوعة" (1082) ( 3/81 ).
وقال –أيضًا- في مقدمة مقال له بعنوان: "حول المهدي"
كتبه في "مجلة التمدن الإسلامي":
"وخلاصة
القول:
إنّ
عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه -صلى الله عليه وسلم- يجب الإيمان بها لأنها
من أمور الغيب، والإيمان بها من صفات المتقين؛ كما قال تعالى: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}. وإنّ إنكارها لا يصدر إلا
من جاهل أو مكابر.
أسأل
الله تعالى أن يتوفانا على الإيمان بها، وبكل ما صحّ في الكتاب والسنّة".
المصدر : مجلة التمدن الإسلامي (22 / 642 – 646).
الرابط http://www.alalbany.net/4924
وهذه فتوى الشيخ ابن باز –رحمه الله- في حكم من أنكر الدجال ونزول
عيسى عليه السلام
السؤال: يوجد لدينا رجل ينكر المسيح الدجال والمهدي ونزول عيسى عليه
السلام ويأجوج ومأجوج ولا يعتقد في شيء منها، ويدعي عدم صحة ما ورد في ذلك من أحاديث،
مع العلم بأنه لا يفقه شيئاً في علم الحديث ولا في غيره، وقد نوقش في هذه الأمور من
قبل علماء ولكنه يزعم أن كل الأحاديث الواردة في هذه الأمور مكذوبة على النبي صلى الله
عليه وسلم ودخيلة على الإسلام، وهو يصلي ويصوم ويأتي بالفرائض. فما حكمه؟ وفقكم الله.
"مثل
هذا الرجل يكون كافراً والعياذ بالله؛ لأنه أنكر شيئًا ثابتًا عن رسول الله عليه الصلاة
والسلام، فإذا كان بين له أهل العلم ووضحوا له ومع هذا أصرّ على تكذيبها وإنكارها فيكون
كافراً؛ لأن من كذَّب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر، ومن كذَّب الله فهو كافر،
وقد صحت وتواترت هذه الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في نزول المسيح ابن
مريم من السماء في آخر الزمان، ومن خروج يأجوج ومأجوج وخروج الدجال في آخر الزمان،
ومن مجيء المهدي، كل هذا الأربعة ثابتة: المهدي في آخر الزمان يملأ الأرض قسطًا بعد
أن ملئت جورًا، ونزول المسيح ابن مريم، وخروج الدجال في آخر الزمان، وخروج يأجوج ومأجوج،
كل هذا ثابت بالأحاديث الصحيحة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنكارها
كفر وضلال، نسأل الله العافية والسلامة.
فالدّجال
والمسيح ابن مريم ويأجوج ومأجوج؛ هؤلاء الثلاثة ليس فيهم شك ولا ريب تواترت فيهم الأخبار
عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما المهدي فقد تواترت فيه الأخبار أيضًا، وحكى غير
واحد أنها تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لبعض الناس فيها إشكال وتوقف، فقد
يتوقف في كفر من أنكر المهدي وحده فقط.
أما
من أنكر الدجال أو المسيح ابن مريم أو يأجوج ومأجوج فلا شكَّ في كفره ولا توقف، وإنما
التوقف في من أنكر المهدي فقط، فهذا قد يُقال بالتوقف في كفره وردّته عن الإسلام؛ لأنه
قد سبقه من أشكل عليه ذلك، والأظهر في هذا والأقرب في هذا كفره. وأما ما يتعلق بيأجوج
ومأجوج والدجال والمسيح ابن مريم فقد كفر نسأل الله العافية".
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول
المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله