بسم الله الرحمن
الرحيم
موعظة للشيخ
الفوزان –حفظه الله- في الدعوة للتوحيد
قال معالي الشيخ
صالح الفوزان –حفظه الله- عند قول المؤلف في كتاب "فتح المجيد":
"فبهذا يتبين أن مشركي أهل هذه
الأزمان أجهل بالله وبتوحيده من مشركي العرب ومن قبلهم".
نعم، والمسؤول عن هذا هم طلبة العلم
والعلماء الذين لا يدعون إلى الله ولا يذكرون التوحيد ولا يبينون للناس، يتركونهم
على ما هم عليه، هذه مصيبة عظيمة، وهم المسؤولون عنهم يوم القيامة هم المسؤولون
عنهم يوم القيامة؛ لأنهم كتموا عنهم العلم، {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا
مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ
أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ
تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ} (البقرة: 159- 160)، فسكوت علمائهم عنهم وتركهم هو الذي أوقعهم فيما هم
فيه. ويحتجّون بهم يقولون: لو كان هذا ممنوعًا لمنع منه علماؤنا، يحتجّون بهذا.
وبعض الدعاة أو كثير من الدعاة
الذين يدعون إلى الإسلام ما يذكرون التوحيد، يقولون: "لا تنفروا النّاس،
ادعوهم إلى مكارم الأخلاق، إلى الصلاة، إلى الزكاة، إلى ترك الرّبا، إلى صلة
الأرحام" هذه ما تنفع الأعمال ذي بدون التوحيد، الأساس التوحيد، وهذه الأعمال
ذي كلّها، لو يصلّون الليل والنهار، لو يتصدقون بالمليارات ما تنفعهم مع الشرك
أبدًا؛ فلا بدّ يُبدأ بالعقيدة وإصلاح العقيدة، والدعوة التي تقوم على غير العقيدة
دعوة فاشلة لا نتيجة لها.
ولذلك حتى المؤسسات الدّعوية التي
ينفق عليها أموال أين آثارها؟! أين آثارها؟! ما لها آثار الآن؟ أموال وميزانيات
ودنيا، لكن ما لها آثار! الناس على ضلالهم وعلى شركهم، فأين هذه الدعوة؟!
الأفراد الذين قاموا بالدعوة في
التاريخ الأول، وهم أفراد ولا معهم أموال ولا معهم شيء، ماذا أثّروا في الأمة؟! ماذا
تاب على أيديهم؟! الشيخ محمد بن عبد الوهاب قام بالدعوة وما معه إلا مروحته اليدوية
يهفّ فيها، يمشي على قدميه، يمشي في الرَّمضاء بالقيظ ويحرّك مروحته، ما معه
غيرها، وش أنتج؟ نتيجة الإخلاص لله عزّ وجلّ، وحسن النّية. قبله شيخ الإسلام ابن
تيمية، قبله الأئمة الأربعة، قبله ابن القيم، قبله العلماء الكبار، لهم آثار عظيمة
في الأمة، لأنهم يدعون إلى التوحيد وينكرون المنكر، ماهي المسألة مسألة وظائف ولّا
مسألة رواتب، ولّا مسألة جولات فاضية ما فيه فائدة. نعم.
المصدر:
شرح "فتح المجيد" 23/
1/ 1435هـ