من أمثال العرب:
"أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثّورُ الأسودُ"
يُضرب مثلاً للرجلِ فَقَدَ ناصرَه، فلحقَه الضّيمُ من عدوِّه.
وأصله فيما ذكر صاحب كليلة:
أن ثورين: أسود وأبيض، كانا في بعض المروج، فكان الأسد إذا قصدهما تعاونا عليه فردّاه، فخلا يوماً بالابيض، وقال له: إن خليتني فأكلت الأسود خلا لك مرعاك، وأعطيك عهدًا ألا أطور بك، فخلّاه والأسود، فأكله، ثم عطف عليه فافترسه، فقال: إنما أكلت يوم أكل الثور الأسود.
وتخاذل القوم فيما بينهم من أمارات شؤمهم ودلائل شقائهم.
ولما حضرت قيسَ بنَ عاصمٍ الوفاةُ أحضر بنيه فقال لهم: ليأتني كلُّ واحد منكم بعود، فاجتمع عنده عيدان، فجمعها وشدّها وقال: اكسروها، فلم يطيقوا ذلك، ثم فرّقها فكسروها، فقال: هذا مثلكم في اجتماعكم وتفرقكم، ثم أنشدهم لنفسه:
بصلاحِ ذات البين طولُ بقائكم ... إن مُدَّ في عمري وإن لم يُمْدَدِ
حتى تلينَ جلودُكم وقلوبُكم ... لمسوَّدٍ منكم وغيرِ مسوَّدِ
إنّ القداحَ إذا جُمعْنَ فأمَّها ... بالكسرِ ذو حَنَقٍ وبطشٍ أيِّد
عزّتْ فلم تُكسرْ وإن هي بُدِّدت ... فالوهنُ والتكسيرُ للمتبدِّد
المرجع:
"جمهرة الأمثال" لأبي هلال العسكري ط1- بيروت: دار الكتب العلمية، 1408ه (1/ 61 – 62) باختصار.