السبت، 8 نوفمبر 2014

جزء من محاضرة "التحذير من دعاة السّوء وبيان خطرهم على بلاد الحرمين"

الدّين إنما يحميه الله سبحانه بأهله، فإذا قصّر أهله جلب علينا أهل الشرّ، تكالب علينا الأعداء، {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
إنّه يجب على العلماء، يجب على الخطباء، يجب على الدعاة، يجب على المدرسين أن يقوموا بهذا الأمر، وأن يعلموا الخطر الذي يحيط بهم ويحدق بهم؛ فيعملوا لصدّه وإبطاله، وأن يتنبهوا لدعاة الضّلال ووسائل الإعلام المنحرفة، وسائل التواصل الاجتماعي الإنترنت وغيره، يتنبهوا لذلك غاية الانتباه، وإلا فالأمر خطير والبلاء كبير ولكن كلُّ ذلك يضعف مع إعانة الله أو ينقطع مع إعانة الله سبحانه وتعالى، هذه مهمتنا في هذه البلاد وفي هذا الزمان وفي هذا المكان الذي هو أشرف مكان في الأرض، الحرمان الشريفان مكة والمدينة هي أشرف بقاع الأرض، فيجب أن تبقى نقية يرتداها الناس، ويصدر منها الخير، ولا يبقى فيها موطن قدم لدعاة الضّلال والمتربصين بالمسلمين بالسّوء، يجب الانتباه لهم.
ولكن الواجب يختلف من إنسان لآخر، يجب على العلماء ما لا يجب على من دونهم، يجب على الولاة ما لا يجب على من دونهم، يجب على كل أحد حَسَب مركزه في هذا المجتمع ومنصبه في هذا المجتمع أن يكون على ثغرة من ثغرات الإسلام، يحافظ عليه، ويدافع عنه، ويعين إخوانه؛ حتى تتماسك الأيدي، وتتضافر الجهود، فالحق لا ينتصر بنفسه دون حَمَلة ودون دعاة ودون مجاهدين، لا ينتصر إلا إذا قام به من يحميه، ويدافع عنه، ويبلّغه للناس، {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} هذا واجب العلماء، وهذا وقت الحاجة إليهم أشدّ من ذي قبل، هذا وقت الحاجة أشدّ من ذي قبل، وأهل الحق وأهل الدعوة وأهل الخير يكونون غرباء في آخر الزمان، عليهم أن يثبتوا في حقهم ولا يتزحزحوا، حتى يأتي الله بنصره وإعانته، {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}.
إنّ المهمّةَ عظيمة في هذه البلاد، إنّ الموقف حرجٌ للغاية، إنّ الخطر عظيم، يجب الانتباه، يجب على كل مسلم بحَسَبِ قدرته أن ينصر هذا الدّين وهذه العقيدة، أن يكون عينًا ساهرة لحفظ هذا الدّين، أن يكون عُضْوًا عاملاً في هذا المجتمع، وإلا إذا تخاذلنا أو تواكلنا أو ضعفنا فإنّ الله سبحانه وتعالى يأتي بقومٍ آخرين. الله لا يُضيع دينه أبدًا، إذا تولّى عنه قوم هيأ الله له آخرين، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}.

جزء من محاضرة "التحذير من دعاة السّوء وبيان خطرهم على بلاد الحرمين" للعلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله.
ألقيت يوم الخميس 6 / 1/ 1436ه
رابط المحاضرة كاملة