روى ابنُ أبي حاتم بسنده عن يزيدَ بن الأصمِّ قال:
"كان
رجلٌ من أهل الشام، ذو بأس، وكان يَفِدُ إلى عمرَ بنِ الخطّاب رضي الله عنه، ففقده
عمرُ، فقال: ما فعل فلانُ بن فلان؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، يتابع في هذا الشراب[1].
قال: فدعا عمرُ كاتبَه، فقال: اكتب: من عمرَ بنِ الخطّاب إلى فلان بن فلان، سلام
عليك، أما بعد: فإني أحمدُ إليك اللهَ الذي لا إله إلا هو، غافر الذنب وقابل
التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير". ثم قال لأصحابه:
ادعوا الله لأخيكم أن يُقْبِلَ بقلبِه، وأن يتوبَ الله عليه. فلما بلغ الرجلَ
كتابُ عمرَ جعل يقرؤه ويردّده، ويقول: غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، قد
حذّرني عقوبتَه ووعدني أن يغفرَ لي".
ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث جعفر بن برقان، وزاد:
"فلم
يزل يُرَدّدها على نفسه، ثم بكى، ثم نَزَعَ[2]
فأحسن النَّزعَ، فلما بلغ عمرَ رضي الله عنه خبرُهُ قال: هكذا فاصنعوا، إذا رأيتم
أخاكم زلَّ زلَّةً فسدّدوه ووفقوه، وادعوا اللهَ له أن يتوبَ عليه، ولا تكونوا
أعوانًا للشيطانِ عليه"[3].