الأحد، 25 يناير 2015

صورة من رفق السلف بالمدعوّين

روى ابنُ أبي حاتم بسنده عن يزيدَ بن الأصمِّ قال:
"كان رجلٌ من أهل الشام، ذو بأس، وكان يَفِدُ إلى عمرَ بنِ الخطّاب رضي الله عنه، ففقده عمرُ، فقال: ما فعل فلانُ بن فلان؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، يتابع في هذا الشراب[1]. قال: فدعا عمرُ كاتبَه، فقال: اكتب: من عمرَ بنِ الخطّاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك، أما بعد: فإني أحمدُ إليك اللهَ الذي لا إله إلا هو، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير". ثم قال لأصحابه: ادعوا الله لأخيكم أن يُقْبِلَ بقلبِه، وأن يتوبَ الله عليه. فلما بلغ الرجلَ كتابُ عمرَ جعل يقرؤه ويردّده، ويقول: غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، قد حذّرني عقوبتَه ووعدني أن يغفرَ لي".
ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث جعفر بن برقان، وزاد:
"فلم يزل يُرَدّدها على نفسه، ثم بكى، ثم نَزَعَ[2] فأحسن النَّزعَ، فلما بلغ عمرَ رضي الله عنه خبرُهُ قال: هكذا فاصنعوا، إذا رأيتم أخاكم زلَّ زلَّةً فسدّدوه ووفقوه، وادعوا اللهَ له أن يتوبَ عليه، ولا تكونوا أعوانًا للشيطانِ عليه"[3].





[1] أي شرب الخمر.
[2] أي أقلع عن الشرب.
[3] أورد هذا الأثر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره أول سورة غافر.