الاثنين، 28 سبتمبر 2015

علاجات نبوية للهموم


علاجات نبوية للهموم والأحزان
أيها المكروب والمهموم والمبتلى، لك في دعاء الأنبياء أسوة، روى الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين، لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيء قط إلا استجاب الله له"، فتأمل هذا الدعاء العظيم، ففيه توحيد وتنزيه واعتراف، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّى عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِى بِيَدِكَ، مَاضٍ فِىَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِىَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِى كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِى، وَنُورَ صَدْرِى، وَجَلاَءَ حُزْنِى، وَذَهَابَ هَمِّي إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحاً -وفي لفظ: فرجًا- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَنْبَغِى لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ. قَالَ: أَجَلْ يَنْبَغِى لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ"، وتعلّمها يشمل حفظها وفهمها والدعاء بها. وثبت في الصحيحين: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو عند الكرب بهذه الكلمات: لا إله إلا الله العليم الحليم، لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم، ربّ السماوات وربّ الأرض ربّ العرش الكريم"، فهذه الأدعية من العلاجات النبوية للهموم والأحزان، مَن أخذ بها مستقينًا شرح الله صدره وذهب عنه ما يجد. فإن وُفِّقتَ وصليتَ لله ركعتين فتضرّع
وسلْ من ربّك التوفيق فيها
وأخلصْ في السؤالِ إذا سألتَا
ونادِ إذا سجدتَ له اعترافًا
بما ناداه ذو النون ابن متّى
ولازم بابه قرعًا عساه
سيفتح بابَه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبًا
لتُذكر في السّماء إذا ذكرتا

من خطبتي الجمعة من المسجد الحرام (12- 10- 1435ه)
للشيخ صالح آل طالب حفظه الله.