بعضُ معالِم منهج السلف الصالِح أهل السنة والجماعة
من معالِم هذا المنهَج:
· أنهم يلتزِمون مُقتضَى الدليل والمصلَحة الشرعيَّة، في جهادِهم، ودعوتهم وأمرهم بالمعروف ونهيِهم عن المُنكر، ومواقِفهم من أهل البِدع، بداعِي النُّصح لله ولرسوله ولجماعة المؤمنين، وليس بداعي الانتقام والتشفِّي والتشهير
· يستُرون عيوبَ المُسلمين ولا يتتبَّعون عوراتهم، ولا يذكُرون أخطاءَ أهل العلم إلا لبيان الحق، مع لزوم الأدب، وحفظِ حقِّ كل ذي حقٍّ، ويلتمِسُون العُذر ما أمكَن؛ ذلكم أنّ من قلَّة الدين والفقه والورع وقِصَر النظر الظنَّ بأن المُخالِفَ تسقُطُ حقوقُه الشرعية، أو أن العدلَ معه ضعف، وإنّ من المُستقرِّ لدى أهل السنة والجماعة أنّ الله قد يُؤيِّد الدينَ بالرجل الفاجِر، وبأقوامٍ لا خلاقَ لهم، ولاسيَّما في حال الاضطراب والفتن.
· ومن معالِم منهجِهم -منهج السلف الصالِح أهل السنة والجماعة- أن البِدع كسائر الذنوب، فيها الصغير والكبير، والظاهر والمُشتبِه، والمحفوظُ من حفِظَه الله، أما المُخالفةُ في التأويل والخطأ والجهل فسِيمةُ أكثر الخلق.
· وإن من الدين والورع -حفظكم الله- أن يتَّهم المرءُ نفسَه ولاسيَّما ذوو الصلاح والعلم والفضل، ويُفتِّش في عيوبِه وينشغِل بها؛ حفاظًا على إيمانه، وخوفًا على نفسِه، ويقبلُ الحقَّ ممن جاء به، نعم إنّ أهل السنة والجماعة هم أكثرُ الناس ازدِراءً لأنفسهم، وأبعَدهم عن الكمال، لا يُزكُّون أنفسَهم لا بالألقاب ولا بالشِّعارات، {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} (النساء 13).
· يقبَلون توبةَ التائب، واعتِذارَ المُعتذِر، ويرجُون للمُحسِن، ويخافُون على المُسيء، ولا يفرَحون لعثَرات العاثِرين، ولا يُحبُّون وقوعَ العُصاة في المعاصِي، ويدعُون لصاحِب المعصيَة بالهداية.
· ويفقَهون معنَى الجهاد مع كل برٍّ وفاجِر في جهاد الميدان، وجهاد السياسة، وجهاد العلم، وجهاد الدعوة؛ لأن المقصود النِّكايةُ بالعدو المُستَبين لا يبخَسون الناسَ أشياءَهم، يرتكِبون أخفَّ الضرَرين، ويجتنِبون أكبرَ المفسدَتَين، ويصبِرون على أهوَن الشرَّين، ويختارُون أيسرَ الأمرَين.
· والمُوالاةُ والمُعاداةُ في منهَجهم تكونُ على الحقائِق، لا على الدعاوَى والأسماء لا يشقُّون عن القلوب ولا يُنقِّبون عن السرائر، ولا يُسيئون الظُّنُون، ويسألون الله ألا يجعل في قلوبهم غلاًّ للذين آمنوا، أقوياء في الحقِّ من غير غلُوٍّ، ورُحماءُ بالخلق من غير تهَاوُنٍ، وأشدَّاءُ على أهل الضلال من غير تعسُّفٍ ولا جَور.
· أهل السنة والجماعة مُتَّحِدون في منهَجهم وغاياتهم ومسلَكهم، مُتنوِّعون في مقاماتهم ومنازِلهم، فيهم العالِم، وفيهم المُجاهِد، وفيهم رجلُ الدعوة، وفيهم المُحتسِب، وكل من لم يلتبِس ببِدعةٍ فهو منهم.
وسبيلُ الاتباع أقوَمُ السُّبُل وأهداها، وهو أرحبُها وأوسعُها، وقد وسِع ذلك السابقين من المهاجرين والأنصار والأعراب ومُسلِمة الفتح والطُّلقاء، وفي ذلك مراتِبُ من مقامات الإيمان ما لا يعلمُه إلا الله على حدِّ قولِه عزَّ شأنُه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (فاطر: 32)، فيحمِلُ بعضُهم بعضًا على هذا السبيل كلُّهم بفضل الله ورحمته إلى حُسن العاقبة صائِرون.
من خطبة الحرم المكي للشيخ صالح بن حميد حفظه الله
الجمعة 26 – 10- 1435هـ
|
الاثنين، 28 سبتمبر 2015
بعض معالم منهج السلف
-
بعنوان: "فاتنة لا تخذل عاشقَها" في عصر يومٍ مُفعمٍ بالريح والغبارْ بدأتْ رحلةُ النهار منطلقاً في عملي مُرتَّبُ الأفكارْ ك...
-
جاء في "معارج القبول" للعلامة حافظ الحكمي: "وَلِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ قَيْسِ ...
-
بسم الله الرحمن الرحيم الدعاء (فضله، وآدابه، وشيء من فقهه) أولًا: أهمية الدعاء وفضله: 1) الدعاء من أقوى الأسباب في دفع الم...