الخميس، 2 يوليو 2020

خاطرة




ولما أن أُعلنت نتائج الترشيح اليوم، ووجدت حالةَ الطلب "غير مرشح" 
أيقنتُ في داخلي أنّه الوداع! وكنت قبلًا لي بصيصٌ من أمل، أحاول إشعال فتيله كلما خبا، وأحاول درك المسار، كلما جرت السفينة من حيث لم تشتهِ.


غير أني دائمًا أحمد الله الكريم الأكرم المنّان أن كنت يومًا طالبة أمّ القرى، تلك المنارة التي أضاءت لي طريقًا من العلم العظيم والهدي القويم، والصرح الذي احتوى قاماتٍ من العلم والتقوى وحسن السمت، أساتذتي الكرام، لكم مني جزيل الشكر والوفاء، سأتعاهد وصلكم بالدعاء أبدًا، وجزاكم الله عني خير الجزاء.

دكتورتي إيمان مغربي، لم تكن أستاذتي في البحث فحسب، لا، هي أمٌّ، هي مدرسة جود، ونبض وفاء، وسمو ذوق، تدرك مرادي من حيثُ لم أنطق، بل أكثر.
دكتورتي عائشة الحربي، عَلَم أهتدي به، في زمن عزّت فيه القدوات، لا أدري كيف تطيب نفسي وقد شعرت بدنو الفراق!
دكتورتي إبتسام الجابري، صاحبة القرآن، ذات الحس المرهف والسمت الوقور، والتدبرات اللطيفة ذات الأثر.
دكتورتي سعاد بابقي، حب التعليم مغروس في قلبكم، وبحِلمكم وسعتم القلوب، لا يكافئ شكركم إلا الشكور سبحانه.
شكرًا لكم ولجميع دكتوراتي:
د. سناء حلواني، لا تلقاها إلا مبتسمة مرحبة مقبلة إليك، تشعر باهتمامها من سؤالها.
د. نجبة، بتحفيزك الدائم ورقي أخلاقك أكرمتنا بحسن التعليم والرقي بنا إلى العليا دومًا.
شكرًا د. عفاف النمري وكيلة القسم، لينة الجانب، آسفُ أني ضيعتُ فرصة الحضور لمجالس دروسكم الثمينة، وكم رغبتُ، والحمد لله على كل حال.
شكرًا د. أعياد، كم لكِ عندي من الودّ والتقدير، أسعدتنا بروحك المرحة، وأفدتنا بخبرتك الرائعة. 
د. هناء زمزمي، لدروسكم أثر باقٍ، وصدى يتردد في أعماقي.
صديقاتي الحبيبات "رحماء"، أنتم في قلبي، وكفى، لن أنسى ما بيننا من عهد جميل: تهاني، عائشة، سمية، أسماء، صالحة، نجلاء، درّة، الهنوف، فرح، هند، حليمة، حلا، بشرى، إيمان، أماني.
والغالية نبض "تبيان" غفران، بيننا عهد لا يُنسى، وصداقة باقية، لن تذبل -بإذن الله- مهما تفرقت الأجساد.
و"لطوف" التي لها من اسمها اللفظ والمعنى، ولها في حسن الصداقة رسم يبقى.
لكم جميعًا دعواتي، حفظكم الله بما حفظ به عباده الصالحين، ولن أنساكم بإذن الله، جمعنا الله في جنات النعيم. 
وأتى اليوم لوداعكم، من بعد وداع الأخلاء، وعزاؤنا "أحبب من شئت فإنك مفارقه"، لكن درب العلم باقٍ، ومن سار على الدرب وصل، أسأل الله الثبات والرضا وحسن الختام، ولا أدري أين المحطة القادمة، لكني أوقن أنّ قضاء الله خيرٌ وأعظم؛ فهو الحكيم العليم. 

وكتبت: هيفاء كرار.
١١/ ١١/ ١٤٤١هـ.